أَحْبِبْ مترجمك: كيف للترجمةِ أن تُمهِّدَ لك السبيلَ لازدهار أعمالك؟
وكما يعلم كل رُوَّاد الأعمال المحترفين على مستوى العالم أن القدرة على التحدث بأكثر من لغةٍ لا تعني القدرة على الترجمة؛ فإن الترجمة مهارةٌ احترافيَّةٌ تتطلب سنواتٍ من التدرُّبِ والدراسة. ولا تقتصر احترافية المترجمين على إلمامهم بِعِدَّةِ لغاتٍ فحسب، بل تمتد لتشمل ثقافاتِ تلك اللغات. وها هي خمسةُ محاور نناقشها تُشجِّع رُوَّادَ الأعمال على الاستعانة بمترجمٍ بشريٍّ يساعدهم على الوصول إلى العالمية.
1- ترجمة تحريرية أم شفهية؟ اعلَمِ الفرق بينهما. الترجمة التحريرية هي عملية فك رموز الكلمات المكتوبة أو الوثائق، وهذا يختلف عن الترجمة الشفهية التي تعني إعادة صياغة الكلمات المنطوقة. فإن كان احتكاكك – في المقام الأول – بالوثائق المكتوبة، فالمترجم التحريري بيده أن يفك لك طلاسم المادة المكتوبة ويجعلها مفهومة باللغة التي تستهدِفُهَا. وإن كانت صفقاتك تعتمد على التواصل اللفظي فالمترجم الشفهي (الفوري) يضمن لك فهمَك ما يقوله الطرفُ المقابل فهمًا لا تشوبه شائبة. وبناءً على سياق الموقف الذي تعيشه، تكون حاجتك إلى مترجمٍ تحريري أو مترجمٍ فوري أو إلى كليهما لتعضيد موقفك التفاوضي، ولتعزيز سيطرتك، ولمساعدة كلا الطرفين على تحقيق التفاهم بينهما.
2- اللغة ثقافة: وَضَعَ علمُ اللغة العِرْقي – الذي يتناول دراسة اللغة من منظور ثقافي – علاقةً أزليةً بين اللغة والقيم الثقافية والمعتقدات والمفاهيم الاجتماعية الراسخة. ومثالٌ لذلك استخدام ضمير المخاطبة الفرنسي بصيغة الجمع Vouvoiement (أنتم) عند التحدث إلى كبار السن وأصحاب المناصب العليا، فهنا تتجلى ثقافة استعلاء السلطة. ومثلها مثل أغلب اللغات تطوَّرَت الكلمة لترمي إلى معتقداتٍ معيَّنة؛ – ففي هذا المثال – نجد أنَّ السنَّ والأقدميةَ محدِّدان لمكانة الفرد. وهنا يستطيع المترجم أن يعينك على التعامل مع هذه الفروق اللغوية الدقيقة العويصة لضمان توافق رسالتك وثقافة الجمهور المُستَهدَف.
3- اتِّقاء الكوارث: الترجمة السيئة من شأنها أن تقطع عليك طريق الوصول للعالمية؛ فلخطأ الترجمة في المجال الطبي – مثلًا – آثارُه المُدَمِّرَة على صحة المرضى كما أوضح أحد مُصَنِّعي الأجهزة الطبية الألمان في عام 2007. ففي دليل استخدام منتجهم الجديد من مفاصل الركبة الاصطناعية أُسيءَ ترجمة عبارة “Non-Modular Cemented” “غير معياري يٌرَكَّب بمادة إسمنتية” إلى الألمانية كما لو كانت “not needing cement” “لا حاجة إلى مادة إسمنتية” ما نَجَم عنه فشل جراحة استبدال الركبة لسبعةٍ وأربعين مريضًا وإهدار ملايين الدولارات لسداد التعويضات. إذًا فالدقة والانتباه إلى التفاصيل هما العُدَّةُ والعَتَادُ لأي مترجم، والمحترف المتمتع بحسن السمعة يستطيع معالجة هذه الفروق الدقيقة بما تتطلبه من خبرة وإتقان.
4- تعادل جميع الأطراف: إذا كنت تعاني المشقةَ في قراءة الوثائق الدولية، أو كنت ترتاب في دقة ترجمتك، أو أصابك التردُّدُ عند قراءة الوثائق التجارية؛ فلربما تخسر الصفقةَ بسبب الغموض والريبة؛ إلَّا أن مترجمًا واحدًا بإمكانه إعادة الوضع إلى ما يحقِّق تكافؤ فرص جميع الأطراف ما لا يدع أحدهم مهمومًا بإيصال اقتراحاته بوضوح وفهمه للتفاصيل والأحكام الدقيقة؛ ودون ذلك ستؤدي الإشارات المتداخلة والرسائل المُشَوَّشَة إلى إثارة الشك والتردد وتوتر العلاقات.
5- بناء الثقة: الاستعانة بمترجمٍ لتفهمَ نظيرَك الدولي يبرهن على حسن النوايا والالتزام ببناء علاقةٍ ناجحةٍ قوامها الثقة المتبادلة. اتخاذ خطواتٍ نحو تواصل صريح وواضح وتحقيق مصلحة كلا الطرفين من شأنه أن يرعى علاقة عمل دائمة. توضيح أهدافك ومشروعاتك وأي تفاصيل فنية لمقترحاتك يضمن عدم ضياع أية مسألة من جرَّاء سوء التواصل، ويساعدك على استمرار مساعيك.
عند مباشرة أعمالٍ خارج بلدك؛ فكسر حاجز اللغة يستغرق وقتًا ويتطلب التزامًا وقدرةً على التعايش مع ثقافاتٍ أخرى. ولتضمن عدم ضياع شيءٍ مما تريد التعبير عنه في الترجمة؛ ففكِّرْ في الاستعانة بمترجمٍ محترفٍ يبني لك جسرًا تعبر عليه بين الثقافات بأمان.
النص الإنجليزي: https://www.protocolww.com/international-translation-day/
جميع حقوق المؤلف محفوظة لـ Sharon Schweitzer Access to Culture© 2018
حقوق الترجمة محفوظة لمكتب علي سعد لخدمات الترجمة © 2018
بقلم: Sharon Schweitzer & Amanda Alden
ترجمة: علي سعد
تدقيق لغوي: عبد الرحمن إدريس